کد مطلب:352782 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:286

هل ماتت فاطمة میتة جاهلیة
أخرج البخاری فی صحیحه بسنده عن ابن عباس أن الرسول (ص) قال: " من كره من أمیره شیئا فلیصبر، فإنه من خرج من السلطان شبرا ما تمیتة جاهلیة " [1] .

وفی صحیح مسلم، قال الرسول (ص): " من مات ولیس فی عنقه بیعة مات میتة جاهلیة " [2] .

وفی مسند أحمد، قال الرسول (ص): " من مات بغیر إمام مات میتةجاهلیة " [3] .

فالأحادیث الثلاثة أعلاه تثبت قطعا أن من یموت دون مبایعة الأمیر أو الإمام، فإن میتته تعتبر جاهلیة، ولا شك أن الإمام المقصود هنا هو الإمام الواجب الطاعة حسب الشریعة الإلهیة ولیس غیره. ولقد توفیت فاطمة الزهراء علیها السلام دون مبایعة الخلیفة أبو بكر (رض)، لیس ذلك فقط، بل وماتت غاضبة علیه وأوصت بأن لا یصلی علیها أو حتی یمشی فی جنازتها، حیث أخرج البخاری فی صحیحه ما روته عائشة (رض) بشأن حرمان أبو بكر لفاطمة علیها السلام من میراث الرسول صلی الله علیه وآله: "... فغضبت فاطمة بنت رسول الله (ص) فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتی توفیت، وعاشت بعد رسول الله (ص) ستة أشهر...،فلما توفیت دفنها زوجها علی لیلا ولم یؤذن بها أبا بكر وصلی علیها " [4] .



[ صفحه 58]



فهل یمكن لأحد القول بأن الزهراء علیها السلام لم تسیر علی هدی التوجیهات النبویة فی الأحادیث السابقة؟ حیث أظهرت عدم صبرها علی ما رأته وكرهته من فعل الخلیفة أبو بكر، وعدم طاعتها له واعتراضها وغضبها علیه، ووصیتها بأن لا یصلی علیها أو أن یمشی فی جنازتها، الأمر الذی یدل علی أنها لم تبتعد عن سلطان أبی بكر شبرا واحدا فقط وإنما أمیالا كثیرة! فهل یمكن القول بناء علی ذلك أن فاطمة الزهراء علیها السلام ماتت میتة جاهلیة؟؟ ولكن فاطمة علیها السلام وبإتفاق جمیع فرق المسلمین هی سیدة نساء المؤمنین وسیدة نساء الجنة، كما أثبت ذلك البخاری فی صحیحه بقول الرسول صلی الله علیه وآله: " یا فاطمة ألا ترضین أن تكونی سیدة نساء المؤمنین أو سیدة نساء هذه الأمة " [5] وكذلك قوله: " فاطمة سیدة نساء أهل الجنة " [6] ، وفضلا عن ذلك، فإن الرسول صلی الله علیه وآله یغضب لغضبها والذی یعنی دون شك غضب الله تعالی علی من یغضبها، كما جاء فی الحدیث: " إن الرسول (ص) قال: فاطمة بضعة منی فمن أغضبها أغضبنی " [7] فكیف یمكن لأحد من الإنس أو الجن أن یقول بأنها ماتت میتة جاهلیة؟ فبناء علی ما سبق والأحادیث الصحیحة التی تحكم بمیتة جاهلیة لكل من یموت دون مبایعة الخلیفة أو الأمیر أو الإمام الواجب الطاعة، فإنه هناك احتمالین لا ثالث لهما: الأول: أن فاطمة ماتت میتة جاهلیة، وكان أبو بكر الأمیر الواجب الطاعة. الثانی: أن فاطمة لم تمت میتة جاهلیة، وكان أبو بكر الأمیر الغیر واجب الطاعة.



[ صفحه 59]



وهكذا فإن الأئمة (أو الأمراء) الواجبی الطاعة والذین عدم مبایعتهم فیها میتة جاهلیة هم لیسوا أبو بكر أو معاویة أو السفاح وغیرهم.


[1] صحيح البخاري: ج 9 ص 145 كتاب الفتن باب سترون بعدي أمورا تنكرونها.

[2] صحيح مسلم: كتاب الإمارة باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين ج 4 ص 517 ط دارالشعب.

[3] مسند أحمد: ج 3 ص 446.

[4] صحيح البخاري ج 5 ص 382 كتاب المغازي باب غزوة خيبر.

[5] صحيح البخاري ج 8 ص 202 كتاب الاستئذان باب من ناجي بين يدي الناس.

[6] صحيح البخاري ج 5 ص 74 كتاب فضائل الصحابة باب فضائل فاطمة رضي الله عنها.

[7] صحيح البخاري ج 5 ص 75 كتاب فضائل الصحابة باب فضائل فاطمة رضي الله عنها.